هل تعلمين معنى الشهادتين وشروطهما بالتفصيل؟
الشهادتان هما : الشهادة بأن لا إله إلا الله والشهادة بأن محمدا رسول الله، فلا يمكن لأحد أن يصير مسلما إلا بواسطتهما. لذلك وجب علينا أن ندرك معناها وشروطها وما تقتضيه من ركائز ودعامات قال تعالى في سورة الحجرات : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) الآية: 15. وروى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " فهما إذن أول أركان الإسلام وبوابة الإيمان فينبغي النطق بهما والتصديق بهما.
أخرج ابن ماجة في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان ".
فأما معنى شهادة أن لا إله إلا الله فهو نفي إستحقاق العبادة عن كل ما سوى الله وإتباتها لله عزوجل ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله فهو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله إلى كافة الناس فيجب تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر والكف عما نهى عنه وزجر. وللشهادة سبعة شروط وهم :
الشرط الأول : العلم
لأن الله عزوجل لا يعبد بالجهل قال تعالى في سورة محمد : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) الأية: 19. وروى مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة ". والمراد هنا العلم الحقيقي بمدلول الشهادتين وما تستلزمه كل منهما من العمل.
الشرط الثاني :اليقين
وضده الشك والتوقف أو مجرد الظن أو الريب والمعنى أنه من أتى بالشهادتين فلابد أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقوله، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الشهادتين :" لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ".
الشرط الثالث : القبول
وهو المنافي للرد فإن هناك من يعلم معنى الشهادتين ويوقن بمدلولهما ولكنه يردهما كبرا وحسدا كما قال الله تعالى في سورة البقرة : ( حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) الأية : 109. وقوله تعالى : ( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ) سورة الصافات - الأية : 35.
الشرط الرابع : الإنقياد
وهو الإنقياد المنافي للترك قال تعالى في سورة الزمر : ( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) الأية : 39.
الشرط الخامس : الصدق
وهو الصدق المنافي للكذب بمعنى قولها صدقا من القلب قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) الأيتين : 8-9. وفي الصحيحين عن معاد بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ".
الشرط السادس : الإخلاص
وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك قال تعالى : ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) سورة الزمر - الأية : 3. وقال تعالى في سورة البينة : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ) الأية : 5.
الشرط السابع : المحبة
فيجب على العبد محبة الله ورسوله ومحبة كل ما يحبه من الأعمال والأقوال ومحبة أوليائه وأهل طاعته، قال تعالى في الأية 31 من سورة آل عمران : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ). وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس اجمعين ". ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تقتضي طاعته فقد تبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله : ومن يأبى قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.