قصص القرآن الكريم مع سورة الكهف ,دروس و عبر بقصة اهل الكهف.
الكهف هو تلك الفجوة من الجبل التي يحتجب فيها الناس, ويلوذون إليها اختفاء من الأعداء وهي قد تكون سكن.. وكذلك هي سورة الكهف تحمل في آياتها كهوف تعصمنا من الفتن, ونجد في الآيات مافي سكن و شفاء لما في الصدور.
سورة الكهف هي من سور القرآن الكريم المليئة بالكهوف المعنية .. الله سبحانه و تعالى جعل في هذه السورة معاني لابد للعقل أن يدبرها .. محتاجة إلى نوع من التفكير..نعرف معانيها ونعرف الحكم منها .. فإذا عرفناها كشفت لنا عن أسرار كثيرة مما يريد الله تبارك و تعالى ان يلفتنا إليها
نجد في سورة الكهف تنوع في القصص و الأمثلة التي ذكرها الله لتكون لنا بها عبر و مواعظ نتعظ بها فتصحح مسارنا و تحمينا من شر الفتن فتكون بذلك كالكهوف
ويلاه, كيف يتصرف المرء عندما يفتن بدينه و يأمر أن يشرك بالله بعد أن تبين له الحق وهداه الله ؟! هكذا تبدأ قصة مجموعة من الفتية وصفهم الله: "إنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ. وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" فقد هداهم الله إلى الطريق المستقيم ليعبدوه وحده لا يشركوا به شيئا ثم زادهم ايمانا على ايمانهم و هدى من عنده وكذا يجزي المؤمنين
هؤلاء الفتية خافوا على دينهم, و خافوا على عقائدهم من أن يجبرهم حكامهم على عبادة غير الله, فروا بدينهم إلى كهف في الجبل يختبئون فيه من الطغاة الكفرة, و الكهف مكان ضيق لا يستطيع الإنسان أن يمضى فيه إلا وقتا قصيرا "وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا"
وفي كهفهم الصغير يغشاهم النعاس, و إن عادت الإنسان أن ينام يوما أو بعض يوم و لكن الله ضرب على آذانهم فلم يستيقظوا إلا بعد سنين “فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا” فيتوقف الزمن بالنسبة إليهم, فلا يدرون عن ما حولهم, ثم أن الله بعثهم بعد سباتهم : “كَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ”
والجدير بالذكر أن الله قد أبطل تأثير الزمن على أجسادهم فلم يلاحظوا تغيرا في صورهم أو كما يقول الشيخ الشعراوي:
لهذا عندما قاموا ونظر بعضهم إلى بعض وجدوا أن هيئتهم كما هي لم تتغير ورأوا أنفسهم في الصورة الشابة التي ناموا عليها, ولم يلاحظوا أن تغيير في وجوههم أو أجسادهم بل وجدوا صورتهم كما هي فاعتقدوا أنه لم يمض عليهم أكثر من ساعات وهم رقود في الكهف
يقول الشيخ الشعراوي:
إن كل من يفر بدينه إلى مكان غير الذي يقيم فيه, إن هذا المكان مهما كان ضيقا فإن الله يجعله واسعا رحبا.. فإن كان هذا المكان ضيقا بالرزق, فتح الله على الفار بدينه أبواب الرزق ما يجعله من الأغنياء و إن كان هذا المكان يضيق بالغرباء, أي لا يرحب به بالغريب وضع الله من رحمته في قلوب سكان هذا المكان وإن كان هذا المكان ضيقا بمن فيه أي مزدحا, أوجد الله للفار بدينه مكان متسعا يعيش فيه وهكذا الذي يفر بدينه من الكفر لا يخزيه الله أبدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.