قصص القرآن الكريم مع سورة الكهف ,دروس و عبر بقصة موسى والخضر.
سمعت أبي بن كعب يقول :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بينما موسى في قومه يذكرهم باييام الله -وايامه نعماؤه وبلاؤه – فسئل أي الناس أعلم ؟
فقال : أنا أعلم !
فعتب الله عليه, إذا لم يرد العلم إليه .
فأوحى الله إليه : إن عبدت من عبادي بمجمع البحرين , هو أعلم منك .
قال موسى : أي رب . كيف لي به ؟ دلني عليه .
فقيل له : إحمل مالحاً في مكتل , فحيث تفقد الحوت فهي ثمَ
فانطلق وانطلق معه فتاه , وهو يوشع بن نون فحمل موسى عليه حوتاً في مكتل
وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا صخرة فرقد موسى عليه السلام وفتاه فاضرب الحوت في المكتل حتى خرج من المكتل فسقط في البحر وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق فكان للحوت سربا وكان لموسى وفتاه عجبا فانطقا بقية يومهما وليلتهما ونسي صاحب موسى ان يخبره فلم أصبح موسى عليه السلام قال لفتاه : أتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ولم يجد موسى مساً من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به
فتذكر وقال : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا
قال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة فكان الحوت
قال : ههنا وصف لي فذهب يلتمس فإذا هو بالخضر مسجى ثوبا مستلقياً على القفا
فسلم عليه موسى فكشف الخضر الثوب على وجهه وقال عليك السلام أنى بأرضك السلام ؟
قال : أنا موسى
قال موسى بني اسرائيل
قال : نعم
قال : إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه
قال له موسى : هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ؟
قال : إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا شيء أمر به أن أفعله إذا رأيته لم تصبر
قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمرا
قال له الخضر : فإن ابعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً
قال : نعم
- فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلماهما أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول
فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر
فقال الخضر لموسى عليه السلام : يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر !
فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه !
فقال له موسى : قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً
قال : ألم أقل لك لن تستطيع معي صبرا ؟
قال : لا تواخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا
ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فاقتلعه بيده فقتله
فذعر موسى ذعرة منكرة وقال : أقتلت نفساً زكية بغير نفس ؟ لقد جئت شيئاً نكرا ؟
قال : ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً ؟ وهذه أشد من الأولى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة
قال موسى : إن سئلتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً
فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئاماً فطافا على المجالس فاستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه
قال له موسى : قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا ولو شئت لاتخذت عليه أجراً
قال : هذا فراق بيني وبينك وأخذ بثوبه وقال : سأنئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً
أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا
فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة فتجاوزها فأصلحوها بخشبة
وأما الغلام فطبع يوم طبع كافرا وكان أبواه قد عطفا عليه فلو أنه أدرك أرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما
وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجنا كنزهما.
يقول الشيخ الشعراوي:
"الصبر على المكاره سمة المؤمن الحق إنه لا يرى مقادير الله و حكمته فيما ألم به من مكروه أو لما يراه أمامه من أمور خفية لا يعرف كنهها فربما بعد فترة يعرف حقيقة الفضاء الذي تم ولذلك فإن الله سبحانه و تعالى أمرنا بالصبر وجعل ثوابه الجنة.
الحق سبحانه وتعالى طلب منا أن نتمسك بالصبر لأننا لا نرى من أقدار الله إلا ظاهر الحياة الدنيا ولم نؤت من العلم ما يجعلنا نعرف أسرار الله في كونه ”
ظاهر الأمور قد يبدو شرا غير أن باطنها قد يكون فيه الخير الكثير..
فأن تكون للمساكين سفينة فيها عيب يصلح خير كثير من أن تكون لا تكون لهم أي سفينة, و قتل الغلام وهو قبل سن التكلييف خير له و لأهله بأن يدخله الله الجنة بغير حساب و يبعد عنه السوء الذي يفعله في كبره و أن يبدل الله أهله بغلام تقي بعيد عن العقوق و العصيان,.
وفي ذلك حكمة بأن لا نسترع بضرب الأحكام لعل أن في الأمور خير نجهله الله أعلم به.
يقول الشيخ الشعراوي:
" لأننا لا نعرف الحقيقة فإن صدورنا تضيق ولكن لأننا مؤمنون نعرف أن الله سبحانه و تعالى حكمة في قضائه و قدره فنصبر ونحن واثقون أن ما حدث هو خير لنا رغم أن ظاهرة تضيق صدورنا"
هنالك من أعلم منك فلا تتهم الآخرين بالخطأ دون البحث و الاستزادة من العلم فتصف الأمور بغير حقائقها و تنقص من قدر الآخرين
"لابد أن نعلم أن لله أسرار يضعها في خلقه ..فإن صادفك سر من هذه الأسرار فلتسكت.. ولا تحاول أن تعطي الأشياء غير حقيقتها.. ومهما كان الإنسان عالما فهنالك من هو أعلم منه"
"الكون مليء بأسرار كثيرة ما يصدقه عقلك صدقه وما لم يصدقه فلا تكذبه ولا تتهم غيرك بما لا تفهمه "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.