يعتبر مرض السكري النوع الثاني نوع من أنواع السكري الذي يصيب غالباً الكبار، و هو أكثر أنواع السكري انتشاراً.
بحيث هذا النوع لا يستفيد الجسم من الأنسولين المفرز و بالتالي يرتفع مستوى السكر في الدم.
ويعتبرعلاج السكري النوع الثاني الغذاء الصحي و الرياضة في الأساس، بالإضافة إلى بعض العلاجات من أقراص التحكم في مستوى السكر أو أبر الأنسولين.
مرض السكري هو ارتفاع مزمن في مستوى السكر (الجلوكوز Glucose) في الدم، و ذلك بسبب عدم إفراز الأنسولين Insulin الكافي أو عدم استجابة الخلايا للأنسولين المفرز. توجد العديد من أنواع مرض السكري أشهرها:
مرض السكري النوع الأول Type 1 Diabetes Mellitus، و هو الذي يصيب الأطفال عادةً.
مرض السكري النوع الثاني Type 2 Diabetes Mellitus، و هو الذي يصيب الكبار عادةً و هو الأكثر انتشاراً.
مرض سكري الحمل Gestational Diabetes Mellitus، و هو الذي تصاب به المرأة فترة الحمل.
ما هو هرمون الأنسولين و ما هي وظيفته؟
لأنسولين هو هرمون يفرز من البنكرياس Pancreas و ذلك للمحافظة على مستوى السكر في الدم و الإستفادة منه في الطاقة.
بعد تناول الوجبات يقوم الجسم بهضم السكريات و تحويلها إلى جلوكوز في الدم.
ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم يحفز البنكرياس لإفراز الأنسولين عن طريق خلايا معينة تسمى خلايا بيتا β cells.
يقوم الأنسولين بعد ذلك بإدخال الجلوكوز إلى الخلايا و لتحوليه إلى طاقة. و عندما يزيد الجلوكوز عن حاجيات الجسم يتم تخزينه في الكبد على هيئة جلايكوجين Glycogen ليتم الاستفادة منه فيما بعد عند نقص الكمية اللازمة من الجلوكوز في الجسم.
عند اضطراب وظيفة الأنسلوين المذكورة أعلاه (عند عدم إفرازه أو عدم استجابة الخلايا له) يرتفع مستوى السكر في الدم و لا تستفيد الخلايا منه في تكوين الطاقة، فيصبح الشخص بالتالي مصاباً بالسكري.
مرض السكري النوع الثاني يظهر تدريجياً على مدى أسابيع أو أشهر و ذلك بسبب إفراز البنكرياس للأنسولين و لكن بكمية أقل من حاجة الجسم أو أن خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين المفرز أو كلاهما.
السبب الرئيسي لمرض السكري النوع الثاني غير معروف بالتحديد، و لكن توجد بعض العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة لمرض السكري النوع الثاني و هي:
مؤشر كتلة الجسم Body Mass Index or BMI:
تزيد احتمالية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني عندما يكون مؤشر كتلة الجسم أكثر من 25 كجم/م2، أي أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص سميناً. يمكن حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق هذه المعادلة:
توزيع الدهون في الجسم:
تمركز الدهون في منطقة البطن تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، و يختلف محيط البطن من الرجل عن المرأة:
الرجل: أكثر من 102 سم (أكثر من 94 سم في بعض المصادر)
المرأة: أكثر من 88 سم (أكثر من 80 سم في بعض المصادر)
الكسل والخمول:
قلة الحركة و عدم ممارسة الرياضة تساهم كثيراً في الإصابة لمرض السكري النوع الثاني. الرياضة تساعد على التحكم في الوزن و استخدام الجلوكوز في الدم بالإضافة إلى زيادة استجابة الخلايا للأنسولين.
التاريخ العائلي:
تزيد نسبة الإصابة لمن لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بمرض السكري النوع الثاني.
العمر:
في السابق كان مرض السكري النوع الثاني يصيب من عمره أكثر من 45 عاماً، و لكن مع تغير العادات (عدم الحركة و الوجبات السريعة و ...) أصبح مرض السكري النوع الثاني يصيب أيضاً الشباب و الأطفال.
مرحلة ما قبل السكري Pre-diabetes:
الأشخاص المصابون بمرحلة ما قبل السكري هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري. مرحلة ما قبل السكري تكتشف عن طريق تحاليل الدم عندما يكون مستوى السكر أعلى من الطبيعي و لكن لا يصل إلى مرحلة المصاب بالسكري، فيكون على الوجه التالي:
عند الصيام: يتراوح بين 100-125 ميليجرام/ديسيلتر mg/dL (أو 5.6-6.9 ميليمول/لتر mmol/L)
في أي وقت: يتراوح بين 140-199 ميليجرام/ديسيلتر (أو 7.7-11 ميليمول/لتر)
سكري الحمل Gestational Diabetes:
تزيد احتمالية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني عند النساء المصابات سابقاُ بسكري الحمل أو من أنجبت مولوداً وزنه أكثر من 4 كيلوجرامات.
- مستوى سكر الدم الطبيعي أثناء الحمل:
عند الصيام: مساوي أو أقل من 95 ميليجرام/ديسيلتر mg/dL (أو 5.3 ميليمول/لتر mmol/L)
بعد ساعتين من تناول الطعام: مساوي أو أقل من 120 ميليجرام/ديسيلتر mg/dL (أو 6.7 ميليمول/لتر mmol/L)
يتميز مرض السكري النوع الثاني بأنه قد يظهر على هيئة واحدة من ثلاث صور، إما أن يكون بلا أعراض تماماً و يتم اكتشافه صدفةً عن طريق تحاليل الدم، أو عن طريق أعراض مرض السكري المعروفة المذكورة أدناه، أو عن طريق ظهور مضاعفات التي سيتم شرحها.
- الشعور بالعطش Polydipsia
- الشعور بالجوع Polyphagia
- زيادة في عدد مرات وكمية التبول Polyuria
- فقدان الوزن
- الإرهاق و التعب
- الالتهابات المتكررة و صعوبة التئام الجروح
حالياً علاج السكري النوع الثاني مبني على التحكم في نسبة السكر في الدم لتفادي مضاعفات المرض عن طريق:
أولاً: تناول غذاء صحي و ممارسة الرياضة و المحافظة على وزن مثالي:
الحمية و الرياضة يشكلان الدعامة الأساسية في علاج مرض السكر النوع الثاني. الحمية تهدف إلى تحقيق الوزن المثالي و تجنب الجلوكوز المرتفع في الدم و الحد من الأطعمة التي تسهم في زيادة التعرض لأمراض القلب. بشكل عام تقسم الحمية 60% كربوهيدرات Carbohydrates و 20% بروتين Protein و 30% أو أقل دهون Fat.
أما الرياضة المعتدلة فهي تستهلك السعرات الحرارية و تحسن استجابة الجسم للأنسولين و تقلل عوامل خطر الإصابة بمرض القلب. قد يلجأ البعض إلى عمليات تخفيف الوزن عندما يكون مؤشر الجسم أكثر من 35 كجم/م2.
ثانياً: الدواء:
عندما لا تقوم الحمية والتمارين وحدها بضبط مستوى السكر في الدم فإنه من الممكن استعمال أدوية تساهم في ضبط مستوى السكر، و لكنها ليست بديلةً عن الحمية و التمارين. أما بالنسبة للأنسولين فهو لا يستخدم إلا عند فشل جميع الوسائل في التحكم في مستوى السكر في الدم أو عند بعض الحالات الحرجة كالجراحة أو الحمل. و مع استخدام الأنسولين فإن المريض لا يستطيع الامتناع عن تناول غذاء صحي أم ممارسة الرياضة.
يصف الطبيب لبعض المرضى بعض الأدوية الأخرى التي يعتقد البعض بأن لا علاقة لها بالسكري، كأدوية ارتفاع ضغط الدم أو الدهون أو مضادات التجلط، و لكن هذه الأدوية لها أهمية كبيرة في الوقاية من المضاعفات بعيدة المدى. كما أنه قد يُنصح بعض المرضى بأخذ لقاح الأنفلونزا و اللقاح الرئوي لتجنب الإصابة بهم.
ثالثاُ: النتيجة:
يسعى الأطباء أن يصلوا مع مرضاهم إلى أفضل نتيجة ممكنة المتمثلة في الآتي:
- مستوى السكر في الدم أثناء الصيام: 90 إلى 130 ميليجرام/ديسيلتر
- مستوى السكر في الدم بعد تناول وجبة: > 180 ميليجرام/ديسيلتر
- ضغط الدم: > 130/ >80
- مخزون السكر في الدم: > 7%
كيف يمكن للمريض التعايش مع مرض السكري؟
مرض السكري هو مرض مزمن و خطير، و يحتاج إلى المتابعة المستمرة المرهقة في كثير من الأحيان، و لكن كل ذلك يعود لصالح المريض من أجل التقليل من احتمالية إصابته بمضاعفات مرض السكري.
قد يصعب على المريض تقبل فكرة إصابته بالمرض و لكن بالقراءة عنه بالإضافة إلى التحكم في مستوى السكر في الدم بشكل مستمر يجعل المريض يعيش حياة طبيعية دون مضاعفات بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.